الله ضرب مثلا في القرآن الكريم لكلمة طيبة في قوله تعالى في سورة إبراهيم:
"ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء"
(إبراهيم: 24). هذا المثل يشير إلى أن الكلمة الطيبة مثل شجرة طيبة ذات أصل ثابت
في الأرض وأغصان تمتد حتى السماء، مما يدل على ثباتها وقوتها وارتفاع شأنها. وشرح
المفسرون أن الكلمة الطيبة هنا هي شهادة التوحيد "لا إله إلا الله"، والشجرة
الطيبة مثلاً للنخلة التي راسخة الجذور وعالية الفروع، تشير إلى راسخة الكلمة في
قلوب المؤمنين وعلو مكانتها وأثرها المستمر الذي يصل إلى السماء برفع الأعمال
الصالحة المرتبطة بها. إضافة إلى ذلك، يُفسر المثل بأن الكلمة الطيبة تعطي ثمارها
كل حين بإذن الله، مثل الشجرة التي تعطي ثمارها، وهذه الثمار هي الأعمال الصالحة
التي تثمر عن الإيمان الراسخ بهذه الكلمة. في مقابلها، هناك ذكر لكلمة خبيثة مثل
الشجرة الخبيثة التي تُجتث من الأرض، أي كالكفر والشرك التي لا ثبات لها.
بالتالي، المثل يوضح أهمية الكلمة الطيبة التي هي التوحيد في حياة الإنسان،
وثباتها كالجدور العميقة والنخلة التي ترتفع فروعها إلى السماء، وتعطي ثمارها
بفضل الله تعالى، وتدل على أثرها الطيب في الدنيا والآخرة.