الحديث الشريف "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" يوضح أن الناس في العادة ينكحون المرأة لأحد هذه الأسباب الأربعة. هذا الحديث لم يذكر الأخلاق بشكل صريح لأنه يركز على المقاصد الظاهرة التي تختار الناس المرأة لأجلها في الزواج، وهي المال، والحسب، والجمال، والدين. والاهتمام بالدين هنا يشمل صلاح الدين واستقامته، الذي يُعد أعلى المقاصد وأهمها. أما الأخلاق، فهي تعتبر جزءًا من الدين أو مرتبطة به بشكل وثيق، فصلاح الدين غالبًا ما يظهر في الأخلاق الحسنة والسلوك القويم. ولهذا السبب جاء في الحديث التشديد على "ذات الدين" باعتبارها الأهم، لأن الدين الصحيح يشمل الالتزام بالأخلاق الحميدة والبر والتقوى، وهو ما يحث عليه الإسلام في عقد الزواج. بالتالي، لم يذكر الحديث كلمة "الأخلاق" بشكل منفصل لأن الأخلاق جزء لا يتجزأ من مفهوم الدين في الإسلام، ولا يمكن فصلها عنه. والرسول صلى الله عليه وسلم أراد بحثه على "الظفر بذات الدين" أن يوجه اختيار الزوجة نحو المرأة ذات الدين وأخلاقه التي تقوي الأسرة وتديم المودة والألفة فيها، بينما باقي الأسباب مثل المال والجمال والحسب فهي غير دائمة وقد لا تؤدي إلى السعادة المستقرة. باختصار: الحديث يذكر "الدين" كأعلى سبب للنكاح لأنه يشمل في طياته الأخلاق والسلوك المرضي، ولهذا لم يذكر الحديث كلمة "الأخلاق" منفصلة، لكنها ضمنية في مفهوم الدين.