الدعاية التجارية لها تأثير واضح وملموس على الميول الاستهلاكية للأفراد. الدراسات والأبحاث الحديثة تؤكد أن الإعلانات التجارية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل رغبات وتفضيلات المستهلكين، إذ تقوم بتعريفهم بالمنتجات والخدمات الجديدة، وتشكيل الانطباعات الأولية عنها، وتحفيز الشراء الفوري من خلال عروض وتخفيضات محدودة الوقت. كما أن الإعلان يؤثر نفسيًا واجتماعيًا على المستهلك، وقد يزيد من النزعة الاستهلاكية عبر خلق ثقافة تركز على الاستهلاك المفرط وشراء المنتجات الجديدة بشكل مستمر. على سبيل المثال، أظهرت دراسة على طلبة جامعة ديالى أن الإعلانات التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في سلوكهم الشرائي، وأن هذه الإعلانات تتميز بأساليب فنية وتقنية تجذبهم وتؤثر على ميولهم الاستهلاكية. كذلك، الإعلانات تلعب دورًا في تقليل شعور المخاطرة لدى المستهلك عبر تقديم شهادات وضمانات، مما يزيد من استعدادهم للشراء. مع ذلك، هناك تحذيرات من أن الدعاية المستمرة قد تؤدي إلى استهلاك مفرط وضغوط نفسية واجتماعية، خاصة بين الشباب والمراهقين. بناءً عليه، القول بأنه "لا يوجد أي تأثير للدعاية التجارية على الميول الاستهلاكية" غير دقيق، إذ الأبحاث العلمية تؤكد وجود تأثيرات متعددة وواضحة لهذه الدعاية على سلوك المستهلك وميوله الشرائية.