أبو هريرة رضي الله عنه يُعتبر أكثر الصحابة روايةً للأحاديث النبوية بسبب عدة أسباب مهمة، منها:
- ملازمته المستمرة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقضي معه معظم وقته، مما مكّنه من حفظ عدد كبير من الأحاديث.
- دعاء الرسول له بالحفظ، فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن يبسط ردائه حتى يقضي مقالته ثم يقبضه لا ينسى شيئًا سمعه منه.
- كان أبو هريرة من أهل الصفة، إذ كان مسكينًا لا يشغل نفسه بأمور التجارة أو السياسة كغيره من الصحابة مثل عمر وعثمان، مما جعله أكثر تركيزًا على سماع الحديث وحفظه.
- حرصه الكبير على طلب الحديث ومذاكرته، وجرأته في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ما رآه غير واضح.
- عمره الطويل نسبياً الذي وصل إلى حوالي 78 عاماً، مما أتاح له وقتًا أطول لرواية الأحاديث ونقلها.
- قوة حافظته وذاكرته، وهي التي شهد بها العلماء والصحابة؛ فقد قال الشافعي إنه أحفظ من روى الحديث في دهره.
وقد روى أبو هريرة آلاف الأحاديث التي وردت في كتب المحدثين، حيث يصل عدد أحاديثه في مسند الإمام أحمد إلى 5374 حديثًا، مع وجود تكرار بعضها، وعدد أحاديثه في صحيح البخاري ومسلم يصل إلى أكثر من 300 حديث. العلماء أجمعوا على توثيقه وضبطه في الرواية، ولهذا يرجع كثرة أحاديثه وحفظه الدقيق لها. باختصار، تعد ملازمته الدائمة للنبي، دعاء النبي له بالحفظ، وقوة ذاكرته، بالإضافة إلى ظروفه الاجتماعية التي لم تشغله عن الحديث جعلت منه أكثر رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.