الله أخفى ليلة القدر عن عباده لحكم متعددة، منها تعظيم جميع الليالي في العشر الأواخر من رمضان في النفوس، بحيث لا يقتصر الاجتهاد والعبادة على ليلة واحدة فقط، وإنما يدفع هذا الإخفاء المسلمين للمثابرة والاجتهاد في العبادة طوال هذه الليالي. كما أن إخفاءها رحمة من الله حتى لا يشعر العبد بثقل الذنب في حال عصى في هذه الليلة العظيمة، وأيضاً لينال المسلم أجر الاجتهاد والسعي في العبادة والتقرب إلى الله، وليس الاقتصار على ليلة واحدة فقط. فلو علم الناس بالضبط أي ليلة هي ليلة القدر، ربما اجتهدوا فيها فقط وتركوا غيرها، مما يقلل من أجرهم وثوابهم. باختصار، إخفاء ليلة القدر:
- يجعل المسلم يعظم كل ليالي العشر الأواخر في نفسه.
- يشجع على الاجتهاد في العبادة خلال كل هذه الليالي.
- هو رحمة من الله بحيث لا يزيد الذنب بعلم العبد بوقوعها في ليلة معينة.
- يدفع المسلم للثبات على الطاعة وعدم التكاسل بعد معرفتها.
لذا فإن الحكمة من إخفاء ليلة القدر هي تحفيز الاجتهاد وتعميم البركة والثواب على أكبر قدر ممكن من الليالي، ورفع قيمة العبادة والصبر والمثابرة في طلب رضا الله خلال شهر رمضان.