الخنزير حرام في الإسلام بنصوص صريحة من القرآن والسنة، لأن الله حرّم لحمه وبيّن أنه رجس (نجس وخبيث)، ولأن في أكله أضرارًا عظيمة على الجسد والروح والسلوك الإنساني. والتحريم تعبديّ أولًا، بمعنى أن المسلم يلتزم به امتثالًا لأمر الله حتى لو لم يعرف كل تفاصيل الحكمة، ثم جاءت الأبحاث لتكشف أضرارًا صحية كبيرة تدعم هذا الحكم.
الدليل الشرعي
القرآن ذكر تحريم لحم الخنزير في عدة مواضع وبيّن أنه من المحرمات الواضحة على المسلم. وذكر العلماء أن التحريم يشمل جميع أجزاء الخنزير من لحم وشحم ودم وجلد، فلا يجوز أكله ولا الانتفاع به طعامًا.
معنى "فإنه رجس"
فسّر أهل التفسير كلمة "رجس" بأنها النجس والقذر والخبيث الذي تستقذره الفطرة السليمة، لا من جهة الطعم فقط بل من جهة طبيعته وما يترتب عليه. لذلك يصف الفقهاء الخنزير بأنه "نجس العين"، أي أن أصل الحيوان نفسه نجس وغير قابل للتطهير بحيث يُجعل طاهرًا للأكل.
الأضرار الصحية
الدراسات الطبية تشير إلى أن لحم الخنزير قد يحمل أنواعًا متعددة من الديدان والطفيليات، مثل الدودة الشريطية ودودة التريشين، بالإضافة إلى بكتيريا وأمراض معوية وغيرها. كما يُذكر أن لحومه ومنتجاته غالبًا غنية بالدهون المشبعة وترتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب وبعض السرطانات.
الحكمة الإيمانية والتعبدية
الأصل أن المسلم يقدّم طاعة الله على رغباته، فيلتزم بالتحريم حتى لو لم يعرف جميع أبعاده الصحية والدنيوية. والالتزام بهذه الأوامر يحقق معنى العبودية، ويحمي الفرد والمجتمع من مفاسد ظاهرة وخفية قد لا يُدركها الإنسان في كل زمان.
متى يُباح عند الضرورة؟
اتفق العلماء على أن أكل لحم الخنزير يجوز عند الضرورة القصوى فقط، كخوف الهلاك إذا لم يجد الإنسان أي طعام آخر مباح أو بديل. وحتى في هذه الحالة يُؤكل أقل قدر يدفع به الهلاك، ثم يعود إلى الأصل وهو التحريم الكامل.
