لماذا الغراب مكروه في الإسلام

لماذا الغراب مكروه في الإسلام

6 hours ago 6
Nature

الغراب في الإسلام ليس مكروهًا على الإطلاق من حيث كونه طائرًا في حد ذاته، وإنما الوارد شرعًا أمرٌ بقتل نوع معيّن منه بسبب أذاه، مع النهي عن التشاؤم به أو اعتقاده نذير شؤم.

الغراب في النصوص الشرعية

ورد في الحديث ذكر الغراب ضمن «خمس من الدواب فواسق يُقتلن في الحل والحرم»، وفسر العلماء الفسق هنا بخبث الطبع وكثرة الأذى.

بيّن أهل الفقه أن المقصود غالبًا الغراب الأبقع أو الذي يأكل الجيف، لأنه يؤذي الناس والبهائم ويعتدي على الزروع، فكان قتله من باب دفع الضرر لا لأنه حيوان ملعون لذاته.

أنواع الغربان وأحكامها

فرّق عدد من الفقهاء بين غراب يأكل الجيف ويؤذي (فهذا يُكره إبقاؤه ويجوز قتله عند الحاجة) وبين غراب الزرع الذي يلتقط الحَب ولا يتغذى على الجيف.

غراب الزرع نص بعض العلماء على طهارته وحلّ أكله، وأنه لا يُشرع قتله لأنه غير مستخبث طبعًا، مما يدل على أن الحكم لا يشمل جميع الغربان بإطلاق.

التشاؤم بالغراب

كان أهل الجاهلية يتشاءمون بصوت الغراب أو مروره، ويربطون ظهوره بوقوع المصائب، فجاءت النصوص الشرعية بإبطال هذا النوع من التطير.

ذكر أهل العلم أن ربط الخير والشر بوجود الغراب أو صوته من عادات الجاهلية المنهية عنها، وأن المسلم مأمور بالتوكل على الله وترك الأوهام، فلا يجوز اعتقاد أن الغراب نذير شؤم أو مكروه دينيًا لمجرد شكله أو صوته.

خلاصة المعنى الشرعي

الصورة الشرعية المتوازنة أن الغراب مخلوق من مخلوقات الله، ينتفع به في تنظيف الأرض من الجيف وله دور بيئي، لكن إن كان نوعه مؤذيًا يأكل الجيف ويعتدي على الناس والدواب والزروع جاز قتله دفعًا لأذاه.

أما الكراهية على جهة التشاؤم أو نسبته للشؤم وسوء الطالع فهذه عادة جاهلية منهي عنها، ولا أصل لها في العقيدة الإسلامية الصحيحة.

Read Entire Article