ذبح النبي سليمان الأحصنة المجنحة لأنه كان شديد الحب لهذه الخيول العظيمة، ولكنه انشغل بها ففاته وقت صلاة العصر، مما أغضبه شديدًا على نفسه لأنه ترك العبادة من أجل الدنيا. فقام بذبح هذه الخيول جميعها ليبعد نفسه عن أي شغف يبعده عن ذكر الله وعبادته. بعد ذلك، عوضه الله تعالى بأنها منحه الريح التي تجري بأمره أسرع وأفضل من الخيل، لتساعده في تحقيق ما يريد من دون أن تشغله عن العبادة.
الخيول المجنحة أو الصافنات الجياد كانت خيولاً قوية وسريعة وجميلة جداً، وكان سليمان عليه السلام يستخدمها للجهاد في سبيل الله، كما أنه كان من محبي الخيل دائمًا. لكن حبه لها أدى إلى انشغاله عنها، فعمل على ترك شغفها حفاظاً على ارتباطه بالله والصلاة في أوقاتها. فكان ذبح الخيول قراراً روحياً من عنده حتى لا تلهيه وتبعده عن ذكر الله.
وهذه القصة تشير إلى مدى خضوع سيدنا سليمان لله وخشيته من أن يؤثر عليه اهتمامه بالماديات، فاختار الابتعاد عنها وإظهار إخلاصه لله، وقد كافأه الله بمنحه سلطة الريح لتسير بحاجاته من دون عناء أو تلهي عنه.
باختصار، ذبح النبي سليمان الأحصنة المجنحة رمز لتواضعه وخضوعه لله بعد أن شعر بأن حبه لهؤلاء الخيول كان سبباً في انشغاله عن الصلاة وذكر الله، ففضل قطع هذا الحب حفاظاً على العبودية والتقوى. ثم عوضه الله تعالى بما هو أفضل من هذه الخيول.