سمي البحر الأسود بهذا الاسم لعدة أسباب تعود إلى التاريخ القديم وصفات البحر نفسها. من بين الأسباب التاريخية أن البحر كان يُعرف في البداية بـ "البحر غير المضياف" أو "البحر القاسي" بسبب قساوة الظروف البحرية فيه وصعوبة الملاحة وأيضًا بسبب القبائل العنيفة التي كانت تسكن شواطئه. لدى اليونان القدامى، كان يعرف باسم "بونتوس أكسينوس" أي "البحر غير المضياف" ثم تم تغييره إلى "بحر المضياف" بعد تحسن العلاقة مع سكان السواحل. أما الاسم "البحر الأسود" فقد أطلقه الأتراك في العصور الوسطى، ويُعتقد أن هناك تفسيران رئيسيان لهذا الاسم: الأول هو أن البحر يتعرض لكثير من العواصف في الشتاء، مما يؤدي إلى تغطية السماء بالغيوم والسحب التي تحجب أشعة الشمس، فتحول مياهه إلى اللون الداكن أو الأسود. والثاني أن مياه البحر تحتوي على كميات كبيرة من غاز كبريتيد الهيدروجين في الأعماق، مما يسبب تكون طبقة سوداء على الكائنات البحرية الميتة في القاع، وهذا الظاهرة تعطي البحر لونا أسود في بعض الأوقات. مقارنة مع بحار أخرى، البحر الأسود لديه مياه أقل ملوحة وتركيزات مرتفعة من الطحالب الدقيقة، مما يساهم في لون مياهه الداكنة وقلة وضوحها مقارنة ببحار مثل البحر الأبيض المتوسط. بالتالي، الاسم "البحر الأسود" يعكس صعوبات الملاحين القدماء في التعامل مع البحر وظروفه المناخية وخصائص مياهه الفريدة التي تعطيه هذا اللون الداكن أو الأسود في بعض الأحيان.