التيمم يتم بالتراب دون غيره لأن التراب طاهر، والإنسان خلق من تراب، والتيمم بالتراب هو تعويض عن الوضوء بالماء عند عدم توفر الماء أو العجز عنه، وهو من يسر الإسلام وسماحته. التراب هنا يشير إلى الطهور من وجهة نظر الشريعة، أي التراب الخالي من الأوساخ والنجاسات، ويعتبر "الصعيد الطيب" المذكور في القرآن، وهو وجه الأرض الطاهر، هو المادة التي يتم التيمم بها. كما أن التراب له غبار، وهذا الغبار شرط لصحة التيمم عند بعض الفقهاء كالشافعية، ومنهم من يجيز التيمم بالمادة من جنس الأرض سواء كانت ترابًا، أو حجرًا، أو رملًا، أو حصى، ما دامت طاهرة. لكن التراب هو الأصل والأكثر دلالة على الطهارة والتيمم لأنه مطابق لمبدأ الخلق (خلق الإنسان من تراب) وله دلالة روحية وتعزيز للحكمة الشرعية في التيمم. بالتالي، يتم التيمم بالتراب لأنه مادة طاهرة وأصلية في الشرع وتمثل الأرض الطيبة التي تطيب بها النفس ويستند إليها التفسير في القرآن الكريم (الآية التي تقول: "فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا")، وهذا ما يجعل التراب هو المادة الرئيسة في التيمم دون غيره، رغم جواز التيمم بأجزاء أخرى من الأرض عند بعض الفقهاء في حالات الضرورة.
