يحتاج المؤرخ إلى الأدلة لأن دوره الأساسي هو إثبات صحة المعلومات التاريخية والتأكد من واقعيتها. الأدلة تمكن المؤرخ من التحقق من الأحداث التي وقعت في الماضي، وتحديد وقت حدوثها، مما يساعده على عرض التاريخ بدقة وموضوعية. بدون الأدلة، يكون التأريخ مجرد سرد غير موثق قد يحتوي على خطأ أو تحريف. المؤرخ يشبه المحقق الذي يبحث عن الأدلة ويتعامل معها بنقدية وتحليل دقيق حتى يصل إلى أقرب صورة للحقيقة التاريخية. كذلك يعتمد المؤرخ على الأدلة لفهم سياق الأحداث وتفسيرها بشكل صحيح، وهو لا يكتفي بما تقوله الوثائق بل يستجوبها ويقيم مدى مصداقيتها. بالأدلة، يستطيع المؤرخ أن يعيد تشكيل الحقائق التاريخية وأن يقدم سرداً موثوقًا يخدم فهم الماضي وصياغة الوعي التاريخي.