يعود كره بعض الأتراك للعرب إلى أسباب متعددة ومعقدة تشمل تاريخية واقتصادية واجتماعية ونفسية:
- تاريخياً، تشعر بعض الفئات التركية بأن الخليج العربي وثرواته كانت جزءاً من إرث تاريخي لهم نتيجة الانتماء العثماني، ومع توقف تدفق الموارد من هذه المناطق، نشأت مشاعر حقد وحسد، إلى جانب اعتبار العرب قد تآمروا وتحالفوا مع قوى غربية ضد الإمبراطورية العثمانية، مما أثار غبن تركي تاريخي.
- اقتصادياً، يزعم بعض الأتراك أن العرب، وخاصة السوريين في تركيا، قد نافسوهم بشدة في سوق العمل، حيث استطاعوا فرض أنفسهم كتجار وصناعيين ومقدمي خدمات، مما أدى إلى توتر اجتماعي وشعور بعدم الأمان الاقتصادي للأتراك.
- اجتماعياً وثقافياً، هناك نزعات قومية متشددة لدى بعض الأتراك تعزز فكرة التفوق العرقي والثقافي على العرب، مصحوبة بعقدة استعلاء تنبع من رؤية ثقافية تتقبل النموذج الغربي وتتجاهل الآخر العربي، هذا يؤدي إلى عنصرية وكره يظهران في ممارسات يومية وحتى في وسائل الإعلام التركية.
- من الناحية النفسية، يميل بعض الأتراك إلى الحقد على العرب بسبب ما يرونه خسارة أو تهميشاً في مواقف تاريخية وسياسية، كالاعتقاد بخيانة العرب لها في الحرب العالمية الأولى، واعتبارهم سبب تدهور الإمبراطورية العثمانية، رغم أن التاريخ يكشف أن العثمانيين أنفسهم كانوا الخونة في نظر بعض الباحثين.
- سياسياً، تستغل النخب السياسية والإعلامية التركية هذه المشاعر لتبرير مواقف عدائية تجاه العرب، خاصة اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يمثلون تحدياً اجتماعياً وسياسياً بسبب تزايد أعدادهم وتأثيرهم الاقتصادي والثقافي، ما يزيد من حدة العنصرية والعنصرية الرسمية.
باختصار، الكراهية ليست منصفة لجميع الأتراك، لكنها تعكس تراكمات تاريخية، اقتصادية، وثقافية مركبة، تتفاعل فيها عوامل الغيرة، القومية، والخلافات السياسية والاجتماعية، مع تفاقمها في أوقات الأزمات الداخلية في تركيا.
