المسلمون لم يعودوا ليستوطنوا مكة مباشرة بعد الهجرة النبوية إلى المدينة. بسطت الأحاديث النبوية وجامع الفقه الإسلامي على تحريم رجوع المهاجرين إلى مكة للاستيطان، وأجمع العلماء على أن ترك وطن الهجرة والرجوع إليه يُعد من الكبائر. لكن في واقع التاريخ، استمر وجود بعض المسلمين المستضعفين في مكة خلال فترة الهجرة، ومكة لم تخلو تمامًا من بعض المسلمين الذين بقوا تحت ظروف الاضطهاد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بهم ويواصل مساعدتهم. أما الدخول الفعلي للمسلمين إلى مكة كفتح واستعادة للمدينة، فقد تم في السنة الثامنة للهجرة، في 20 رمضان 8 هـ، عندما دخل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجيشه مكة فاتحين بدون قتال كبير، بعد نقض قريش لصلح الحديبية الذي تم في السنة السادسة للهجرة. بالتالي، عودة المسلمين إلى مكة لاستعادة وطنهم كانت بحلول السنة الثامنة للهجرة بعد الهجرة النبوية بمدة تقارب ثماني سنوات، وليس الرجوع للاستيطان المباشر بعد الهجرة. هذا الفتح كان بداية عودة المسلمين إلى مكة بشكل آمن ومقيم بعدها.