للرجل في الفقه الإسلامي أحوال يُلزم فيها بالانتظار (نوع من العِدّة) تشبه عدّة المرأة في المعنى، وإن كانت العدّة بالمعنى الدقيق ثابتة للنساء.
الأصل في عدّة الرجل
- الرجل لا تجب عليه عدّة في الطلاق أو الوفاة كما تجب على المرأة، فيستطيع من حيث الأصل أن يتزوج مباشرة بعد طلاقه لزوجته أو بعد وفاة زوجته، ما لم يوجد مانع شرعي آخر.
- العدّة إنما شُرعت للمرأة لتبرئة الرحم وحفظ الأنساب، وهذا المعنى لا يَطلب من الرجل عادة.
الحالات التي يُمنع فيها من الزواج
يوجد حالات يُمنع فيها الرجل من عقد زواج جديد إلا بعد انقضاء مدة معيّنة، وهنا يشبه حال المرأة في الانتظار، وأشهر ما ذكره الفقهاء:
- إذا كان متزوجًا أربع زوجات، فطلّق واحدة طلاقًا رجعيًا: لا يجوز أن يعقد على خامسة حتى تنقضي عدة المطلّقة؛ لأن المطلّقة الرجعية في حكم الزوجة ما دامت في العدّة، فيكون في ذمّته أربعًا حكمًا.
- إذا طلّق زوجته وأراد أن يتزوج أختها (أو امرأة لا يجوز الجمع بينها وبين المطلّقة كالعمة أو الخالة): يجب أن ينتظر انتهاء عدّة المطلّقة؛ لأنه يحرم الجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها أو خالتها في العصمة، وعدّة الرجعية تُبقي حكم الزوجية.
خلاصة الحكم
- لا توجد للرجل عدّة مستقلة في الطلاق أو الوفاة كالمرأة، لكن قد يُمنع من الزواج الجديد في بعض الصور حتى تنتهي عدّة المرأة المطلّقة؛ فيكون في معنى المعتدّ لا في حقيقته.
- هذه الأحكام فيها تفصيل بين المذاهب، فإذا أردت تطبيقًا عمليًا لحالة معيّنة، فالأحوط سؤال عالم موثوق في بلدك يطّلع على تفاصيل الواقعة.
