من أراد أداء عمرة ثانية وهو في مكة، يجوز له الإحرام من التنعيم أو الجعرانة أو عرفات، وهي أماكن الحل القريبة من مكة والتي يمكن الإحرام منها للعمرة الثانية، ولا يشترط الرجوع إلى ميقات بلده الأول. هذا القول مجمع عليه بين الفقهاء، وهو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة، كما في حالة عائشة رضي الله عنها التي أمرها النبي أن تعتمر من التنعيم. الإحرام من التنعيم لمن هو في مكة جائز شرعًا سواء أكان مقيمًا بها أو زائرًا، ويُعتبر التنعيم حلًا مناسبًا للإحرام عند تكرار العمرة داخل مكة. وبيان ذلك:
- إذا كان الإنسان قد أحرَم للعمرة من ميقاته الأصلي ثم أتم مناسك العمرة وأراد تكرارها وهو في مكة، فله أن يخرج إلى التنعيم (أو الجعرانة) ليحرم منها للعمرة الثانية.
- هذه الرخصة تسهل على القادمين للعمرة أكثر من مرة، لأن الرجوع إلى ميقات البلد الأصلي ليس واجبًا في هذه الحالة.
- التنعيم من الحلول المشروعة للإحرام داخل حدود الحرم المكي، وقد حدثت بهذا الفعل السيدة عائشة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجوز الإكثار من أداء العمرة في الزمان الواحد، ويستحب ذلك، ولا يكره.
وبالتالي، فإن الحرم ممن أراد العمرة الثانية داخل مكة هو التنعيم أو أي من مواضع الحل القريبة مثل الجعرانة، ولا حرج عليه في ذلك، ولا يلزمه الرجوع إلى ميقاته الأول.
